عن عيد الحب

لا يخفى عليكم أن حركة حماس هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين الجماعة الأكبر في العالم، كما لا يفوتكم أن حركة حماس حركة مقاومة شاملة، وهي في سبيل تحقيق أهدافها المشروعة لا تدخر وسعا في طرق جميع الأبواب وشتى المجالات.
كما لا يخفى عليكم أن الإسلام الذي تسعى حركة حماس لإعادة تحكيمه في البلاد والعباد حث عبر عدد لا يحصى من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة على إشاعة أجواء من المحبة والألفة والتسامح في المجتمع كأحد أركان قوة وتمساك وصلابة المجتمع الإسلامي.
قد يقول قائل وما علاقة ذلك بعيد الحب.؟
فنقول أن دعوة الإسلام هي بالأساس دعوة للحب، الحب الذي يدفع الإنسان لطرح تحية الإسلام تحية السلام علي أخيه المسلم، الحب الذي يدفع الإنسان لألا يمارس الغيبة او النميمة او قذف المحصنات، الحب الذي ينفي عن الإنسان صفة الطعن واللعن والشتم، الحب الذي على أساسه لا تبنى العلاقة بين الذكر والأنثى فحسب، ولكن على أساسه تبنى الأسر والمجتمعات والدول العظيمة.
الحب الذي يربط الإنسان بأرضه ووطنه، الحب الذي يدفع الإنسان ليتصدى بصدره العاري لأعدائه ،الحب الذي يدفع الفدائي لأن يتزنر بالحزام الناسف دفاعا عن محبوبه- وطنه- وقربا وحبا في خالقه.
وعليه فان حركة حماس هي حركة لأرقى وأنزه وأشرف وأرفع أنواع الحب، الحب الذي دفعها لأن تكون الحركة الوطنية المقاومة الأولى فلسطينيا والتي حبا وكرامة وعشقا للوطن قدمت أرواح وأشلاء قادتها ورموزها، وحبا وعشقا في المقدسات الدينية والوطنية تتحمل ما تعجز الجبال عن تحمله، وتواجه سهام التشويه والخذلان من المقربين كما الأبعدين، وتصبر على مر الحصار وعلقم قلة ذات اليد.
وحبا ورغبة في تماسك وتصليب المجتمع نفذت حماس حملتها مودة وتواصل قبل اشهر قليلة لتدخل كل بيت، وتبتسم في وجه كل حاقد أو مجانب، وتدخل الفرحة على كل بيت حزين او مصابر على فراق الأحبة وألم الحصار.
فعلاقة حماس كحركة للحب بعيد الحب اذاً علاقة وثيقة بل تكاد تكون كعلاقة الجسد بالروح، فالحركات كما الإنسان لا يستطيع العيش بدون حب، حبه لنفسه يقيتها لتحيا، وحبه لغيره فيتآلف ويتسامح ويتحالف.
يفهم بعض الناس عيد الحب بمفهومه الايجابي لتعزيز روابط المحبة والألفة بين الأزواج وبين الأسر وبين المجتمع ككل، وهذا هو المطلوب.
الا ان آخرين يفهمون عيد الحب بمفهومه السلبي كالعلاقات المحرمة بين المحبين والعشاق خارج الأطر الشرعية للعلاقات الإنسانية، وهذا هو المرفوض.
ويعبر هؤلاء الذين يعرفون عيد الحب بمفهومه السلبي عن هذا المفهوم - وهنا في غزة المكلومة والمحاصرة - بأشكال مختلفة قد يكون إحداها الحفلات الغنائية الراقصة المختلطة التي تستمر حتى ما بعد منتصف الليل والتي يتناولون فيها المحرمات بكل أشكالها، والتناول ليس بمفهوم الطعام والشراب فقط.
وفي عيد الحب نتوقع من حركة الحب حركة حماس حملة كبيرة ومبادرة شاملة لتعزيز مفاهيم الحب العفيف والشريف لنشر أجواء التسامح والتواصل والمودة، بين الأفراد كما بين الأزواج، وبين الجماعات والفصائل والحركات كما بين الآباء والأبناء، ونتوقع أن لا تتوقف هذه الحملة على يوم واحد فإسلامنا يجعل من كل أيام العام أياماً للحب.بقلم:عماد عفانه
كاتب صحفي وباحث سياسي
13-2-2010م