الشهيد المجاهد / محمد ابو شعر ( ابو عاصم )

الشهيد القسامي/ محمد إبراهيم أبو شعر

رجل المهمات الصعبة

خاص ـ القسام:

محمد على طريق ذات الشوكة تفانى منك العمل ، وعزمك اللاهب أوقد فينا نبراس الأمل ، أبو عاصم قسامي عنيد لم يعرف للراحة سبيل ، مزق عتمة التخاذل بهمته العالية ، وأحال حياة المحتل جحيما بإقدامه الوثاب ،كيف للكلمات أن ترثي بطلا بين الرجال ، وأنى لها أن تسابق عطاءك المنهال ، ترحل أبا عاصم مورثا نموذجا فريدا في العطاء للاحقين من الأجيال ،محمد عشقت الحواري العيناء فتلهفت بك اللقاء ، وأيقنت أن المهر غال فتقدمت صفوف النزال كالرجال .

ميلاد فارس

في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر عام 1987 م أبصر محمد النور وأشرقت على وجه أبي محمد فرحة غامرة بهذا القدوم حيث كان محمد البكر بين أبنائه الثمانية ،ترعرع محمد بين أزقة مخيم الصمود واللجوء مخيم الشابورة في أحضان أسرة شرد أهلها من بلدة بئر السبع الواقعة إلى الجنوب من فلسطين المحتلة ،

وأزهر من بين المعاناة نجم محمد متجلدا بالصبر على شغف العيش وبؤس حياة ظللها قهر المحتل ، فتعلم معاني الرجولة من صغره وأتقن فن التضحية والعطاء مذ خطت أولى أقدامه أعتاب المخيم ، وجبل دمه على حب دينه وعشق أرضه فلم تراوح قدمه طريقا سوى الطريق إلى بيوت الله منخلعا عن حياة الهزل واللهو ملتزما في أروقة مصانع الرجال وإعداد الأبطال ، ليكون بحق قساميا عنيدا عرف المحتل عنه جرأة في الإقدام لم يعرفها إلا في قلة من المجاهدين ،

وتفوق محمد في مسيرته التعليمية متنقلا بين مدارس الشابورة إلى أن أنهى الثانوية العامة من مدرسة بئر السبع الثانوية بنجاح مكنه من دراسة الإرشاد النفسي في جامعة الأقصى .

متقرب إلى الله

إنها الحقيقة التي أدركها من رام العزة والسعادة ، فكان منه إلى بيت الله اللجوء حتى غدا المسجد لمحمد بيته الأول والأخير، تراه دائم الإعتكاف فيه يقلب أنظاره بين جدران ليست كأي جدران ، متأملا بها وهي التي انطلقت منها سرايا الفاتحين ومواكب الموحدين المجاهدين يؤدبون الطغاة المتكبرين ويعلون صحية الله أكبر ، لازم أبو عاصم مسجد الفاروق مواظبا على الصلاة تاليا لكتاب ربه صاحب ورد يومي لا تغيب شمس يومه دونه ، قائما بين يدي مولاه ومتنفلا بصلاة الشروق والضحى ، حتى بات محمد سارية من سواري المسجد لم يعرف فراقه إلا في مهمة جهادية ومحملا على أكتاف الرفاق ، كما عرف بكثرة صيامه وحرصه على صيام النوافل والسنن تقربا إلى الله وتأديبا لشهوات النفس وتهذيبا لهواها ،

وتطبع بمحمد بطباع الشباب المسلم وتخلق بمكارم الأخلاق ودود ضحوك سنه يحمل قلبا سليما لا يعرف للحقد والكراهية طريقا ، كما كان مطيعا لأبويه حريص على رضاهما عطوف على إخوانه يوصي أمه أن تشتري لهم من راتبه الذي كان يتقاضاه من عمله في الشرطة الفلسطينية كل ما تشتهيه أنفسهم مؤثرهم على نفسه متناسيا حاجته ..

ابن مسجد الفاروق

تربى محمد على موائد القرآن وعلم أن الدعوة لا بد لها من عظماء يحملونها ، فالتزم في صفوف حركة حماس رأس حربة أهل السنة والجماعة في بداية القرن العشرين ، وعمل في صفوفها داعية مربيا حاملا هم دينه ومبلغا رسالة الإسلام ، فعمل مدربا في مجموعة البراق الكشفية وشارك في العديد من المخيمات الخلوية ومعسكرات التدريب الكشفية ، ونظرا لأن الله وهبه خطا جميلا عمل في جهاز العمل الجماهيري يخطط الكلمات النارية الحماسية ويجاهد بالكلمة اليهود والمنافقين ، كما عمل في اللجنة الرياضية الخاصة بالمسجد وكان أحد أعضاء لجنة الاستقطاب الدعوي التي تعمل على جلب الشباب إلى المساجد وترغبهم في الإلتزام وتحضهم على لزوم الطاعات .

رد رجل لا يعرف الخوف

أثناء الاجتياح البربري على تل السلطان برفح وتفاقم الأمور نحو التصعيد وتساقط عدد كبير من الشهداء مما جعل من رفح مسرحا للأحداث ، عرض أبو محمد على ابنه محمد الذي كان آن ذاك في الصف الثاني ثانوي أن يذهب إلى أقارب لهم في خانيونس يبيت عندهم إلى أن تهدأ الأوضاع في رفح ، فرد محمد على عرض أبيه قائلا : " إذا أردت أن أذهب في زيارة عادية أنا ذاهب ، أما أذهب خوف وجبن فلن أذهب ، إما أن أموت هنا أو أعيش هنا "

الجنة تريد رجال

هذا العنوان كان مقدمة لجهاز أبي عاصم الخلوي ، وهذه الثلاث كلمات كانت طارقا من لسانه لآذان إخوانه لئلا يصيبهم اليأس أو يخور من عزائمهم الفتور ، تقدم أبو عاصم إلى طلائع المجاهدين عام 2004م متلهفا للحاق بركب الجهاد والمجاهدين فتم قبوله ليعمل في المجموعات القسامية الأولى أو ما كان يعرف بالجيش الشعبي الذي عهدت لأبنائه مهام الرباط على ثغور المسلمين ، وفور تشكيل الجيش القسامي المنظم كان أبو عاصم على رأس المقاتلين المنضمين إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ، وبدأت وثبة الأسد الهصور دون كلل أو ملل ليضرب أبو عاصم أروعة الأمثلة للشاب المجاهد الصادق الحامل أمانة هذا الدين بحق ، ومن نفح الجيل الرباني الأول تفوح أبو عاصم العبير متفانيا في عمله الجهادي مقدما الغالي والنفيس لأجل رسالة الإسلام الغراء ، حتى تقلد المراتب العلا من الثقة عند إخوانه لإلتزامه الجاد ونشاطه الكبير وسريته العالية وكتمانه الشديد ، وجدير بنا أن نقف على محطات من حياة هذا الفارس الجهادية حيث تنصب أميرا لمجموعة مجاهدة في الكتائب ، وعمل مسئولا للتسليح في فصيله ، كما وتم اختياره مدربا في سريته وأصبح عضو مجلس التدريب العسكري في كتبة الشابورة ، وشارك أبو عاصم في العديد من المهمات الجهادية من صد للاجتياحات ومحاولات التوغل الصهيوني على الشريط الشرقي لحدود رفح ، كما كان أحد أبطال الوحدة القسامية الخاصة في عملية الحسم العسكري التي قام بها القسام ضد المنفلتين في الأجهزة الأمنية ،

هذا النشاط كان يتفتق عن رجل فهم المعادلة حق الفهم ، وأدرك أيما إدراك أن من خطب الحور الحسان لم يغله المهر ، فأعد نفسه إعداد جيدا وجهز المهر بإتقان عسى من الله القبول .

اختبار الزواج

وفي ذات مرة أراد والد محمد أن يتأكد من رؤية ابنه لمسألة الزواج وإن كانت فكرة الزواج خاطرة بباله حاضرة في فكره ، فأبلغه والده بوجود فتاة ذات مواصفات متميزة من خلق وجمال وأن في نيته خطبتها له ، فكان الجواب من محمد عاجلا : أنا لا أريد الزواج إلا من الحور العين ، عندها أيقن والده من عزمه وأدرك أن ابنه مشروع شهادة لا توجد الدنيا في حساباته ، وقد زاد شغف أبي عاصم بالشهادة وتطلعه لنيلها بعد رحيل أحبابه ورفاق دربه الشهداء حماد مبرد الذي استشهد وهو بجواره بعد أن نجا محمد من قصف مكان عملهما ، وأيضا كلا من الشهيدين مهند عواد وإبراهيم ماضي اللذين يعملان إلى جنبه في وحدة المدفعية بمنطقة الشابورة .

رجل المهمات الصعبة

وصف القسام محمد برجل المهمات الصعبة ، وفي قول مسئول وحدة المدفعية بالشابورة " المهمة التي يقوم بها محمد لا يكلف بمثلها إلا ثلاثة من الشباب " لخير دليل على ما كان يتمتع به أبو عاصم من شجاعة ورجولة وإقدام وعطاء لا يعرف الكلل ، ومع هبوب رياح الحرب على قطاع غزة وإجرام الصهاينة خلال العدوان الذي بدأ في السابع والعشرين من ديسمبر عام 2008 م ، أخذ أبو عاصم على نفسه عهدا أن يذيق الصهاينة من نفس الكأس الذي يذوق منه الشعب الفلسطيني ، وتأسد محمد في وحدة المدفعية بين دك للمستوطنات بالصورايخ والهاون وإمداد للمجاهدين في الخطوط المتقدمة بالعتاد والسلاح حيث كان يعمل أميرا للتسليح في وحدة المدفعية بكتيبة الشابورة ، وتمضي أيام الحرب ومحمد لا يعرف الكلل أو الملل يثابر يلهب الأرض من تحت أقدام اليهود ويصل إلى النقاط المتقدمة دون جبن أو تراجع يجهز صاروخه ويرمي به عدوه غير مكترث بكثافة الطيران الذي كان لا يفارق سماء القطاع ،

وفي مهمة جهادية لا يوكلها القسام إلا لأشباه محمد ، غادر محمد يوم الرابع من شهر يناير عام 2009 م بعد أن صلى العصر في مسجد الحاج كامل مصمما عاقدا العزم يحمل روحه على كفه واهبا نفسه في سبيل الله ليضرب صاروخا مباركا من نوع جراد على بلدات الكيان الصهيوني ، وفور انتهاء المهمة وبعد أن أمر محمد إخوانه المجاهدين بمغادرة المكان وأثناء تفقده للمكان من ناحية أمنية قامت طائرة استطلاع صهيونية بإطلاق صاروخ أصاب محمد إصابة مباشرة ، فسقط محمد نازفة منه الدماء جريحا بإصابة بالغة ، وسارعت سيارات الإسعاف إلى المكان لتنقله إلى المشفى فوجدوه ينطق بالشهادتين يجلجل الأرض بكلمة التوحيد التي أفنى في سبيل عزتها حياته ، وارتقي أبو عاصم شهيدا ملتحقا بقافلة الشهداء مرتحلا حيث حماد ومهند وإبراهيم ،

كرامته

وفي كرامة ستبقى في التاريخ خالدة فاحت من خلف الجراح رائحة المسك التي عمت أرجاء مكان روت ثراه دماؤه الزكية ، وتنسم بيته الرائحة ذاتها حين وداعه ، وشهد المشيعون على عطر آخاذ كان مصدره جثمان ذاك المخلص الذي صدقه الله .

ودعناك أبا عاصم رجلا تفانيت في سبيل الله وصدقت إليه المسير ، ودعناك أبا عاصم تبكي منا القلوب رجلا أخلص لله وجهز للجنان وللحور الحسان من دمائه وعرقه مهرها ،

رحمك الله يا جندي الكتائب رجل للجهاد وفي المحراب راهب

خالد فينا إقدامك تمضي مقبلا يروي الثرى لعطائك منه العجائب

قدمت الطلائع فأقدمت للكرى صدقا وعزمك في الميدان لاهب

رحلت حيث أسكنت المنى ومن نفسك لمهرها قدمت واهب

www.paldf.net/.../showthread.php?t=520399&page=2‎

مشكووووووووور اخي الكريم والى الامام بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك وسنعمل على تطوير وتنشيط المنتدى

» الشهيد المجاهد سامر ابو سيف
» احقر عميل فلسطيني ادخل وشوف